تتصاعد الضغوط ضد الإبادة الجماعية لدماهير فلسطين على يد الحكومة الإسرائيلية الفاشية والعنصرية، ولم تعد الجماهير العالمية المتمدنة والطبقة العاملة قادرين على التحمل. لقد دخلت الحركة العالمية العملاقة ضد محاولات تدمير جماهير فلسطين واحتلال أراضيهم مرحلة جديدة، مرحلة تتخذ فيها إجراءات عملية لمقاطعة إسرائيل بالكامل وممارسة الضغط على الحكومات الغربية الداعمة لها. اليوم، لم تُعزل إسرائيل أكثر من أي وقت مضى فحسب، بل أصبحت أيضًا عبئًا على حلفائها وأنصارها. إن هذه مرحلة تتحول فيها هذه الحركة، بعد عشرين شهرًا من الاحتجاجات والضغوط على الحكومة الإسرائيلية الفاشية وحلفائها، إلى عمل مباشر لمساعدة جماهير فلسطين وإنهاء هذه الوحشية ضد آلة القتل الجماعي الإسرائيلية.  

إن حملة "المسيرة إلى غزة" العالمية، المقرر أن تبدأ في 12 يونيو من القاهرة وتستمر في 15 يونيو بمسيرة إلى حدود غزة ومعبر رفح، هي مبادرة من منظمات عمالية وهيئات مدافعة عن حقوق الإنسان وفلسطين، وقد امتدت بالفعل إلى عشرات الدول حول العالم. سجل الآلاف من الأشخاص أسماءهم للمشاركة في هذه المسيرة، وانضمت المئات من المنظمات الإنسانية والداعمة لفلسطين إليها. تدعو هذه المسيرة الى التصدي للإبادة الجماعية لإنهاء المجزرة بحق جماهير فلسطين، والمطالبة بإنهاء الحصار على غزة فورًا، وإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإنهاء الاحتلال، وإعادة إعمار غزة تحت إشراف جهات دولية، وغير ذلك. وقد أكد منظمو الحملة في رسالة إلى سفارات إسرائيل ومصر أنهم لن يتحملوا بعد الآن، ولن ينتظروا أي تحرك من الحكومات أو الأمم المتحدة، بل سيتخذون الإجراءات بأنفسهم لأن "الشعوب في حالة انتفاضة".  

"تحالف أسطول الحرية"، المكون من منظمات وشخصيات مدافعة عن جماهير فلسطين، رغم الهجوم الإسرائيلي على سفينتهم المحملة بالمواد الغذائية والدوائية في مايو، يستعد مرة أخرى لإرسال مساعدات إلى غزة وكسر الحصار عن طريق البحر، معلناً: "عندما تقصّر الحكومات، نتحرك نحن مباشرة!".  

طالبت أكبر اتحادات عمال النفط في البرازيل (الاتحاد الوطني لعمال النفط والاتحاد الموحد لعمال النفط) في رسالة مشتركة يوم الأربعاء 28 مايو، الرئيس والحكومة البرازيلية بوقف تصدير النفط إلى إسرائيل وايقاف العمل بكافة عقود الطاقة مع الشركات الإسرائيلية فورًا. وأكدوا في رسالتهم: "يجب على البرازيل أن تتجاوز الخطابات العامة وتنفذ عقوبات الطاقة ضد إسرائيل تماشيًا مع التزاماتها القانونية الدولية لمنع 'النكبة'." وأشار العمال البرازيليون إلى الإجراءات العملية لعمال المناجم في كولومبيا الذين علقوا صادرات الفحم إلى إسرائيل، وإلى عمال الموانئ في العديد من الدول الذين أوقفوا تحميل شحنات إسرائيلية وإرسال أسلحة إليها، مطالبين بتحركات مماثلة.  

في إسرائيل، بعد عشرين شهرًا، برزت أخيرًا حركة تطالب بإنهاء هذه الإبادة الجماعية، حيث انطلقت قافلة محتجين تحمل صور الأطفال الفلسطينيين الضحايا باتجاه قطاع غزة.  

على الرغم من مرور عشرين شهرًا من الجهود المشتركة بين إسرائيل والدول الغربية لتجريم الدفاع عن جماهير فلسطين، وعشرين شهرًا من محاولة منع الاحتجاج على جرائم إسرائيل والدول الغربية ضد الإنسانية، وعشرين شهرًا من الرقابة وحرف حقائق هذه الوحشية الجامحة، لم يعد هناك اليوم أي حدث فني أو رياضي أو علمي أو اجتماعي أو سياسي إلا واحتله المدافعون عن الشعب الفلسطيني! الفاشيون الإسرائيليون وأعوانهم في جميع أنحاء العالم محاصرون بجيش الإنسانية المتحضرة، الإنسانية المحبة للحرية! إنسانية لم تُثبِت فحسب عدم شرعية البنية السياسية العالمية بأكملها، بل هي مصممة على تقويضها من الجذور.  

يا عمال إيران! يا أحرار العالم!  

إن الحكومة الإسرائيلية الفاشية والعنصرية، معتمدة على الدعم المالي والعسكري والسياسي والإعلامي الهائل من الحكومات الغربية الرجعية، قد تجاوزت كل الحدود في سعيها لتدمير جماهير فلسطين. منذ عامٍ وثمانية أشهر، يُقتل مليونين من البشر في غزة تحت القصف المكثف، بقنابل الفوسفور من الجو والأرض، وبالحصار الاقتصادي. لكن الحركة العالمية الدفاعية عن جماهير فلسطين اليوم أقوى وأكثر نشاطًا من أي وقت مضى في مواجهة هذه الوحشية. إنها حركة مستقلة عن كل القوى الرجعية — من إيران وتركيا إلى السعودية ومصر والأردن — التي تستخدم معاناة الفلسطينيين لأجنداتها الرجعية وتتظاهر بالدفاع عنهم زيفًا.  

إن الدفاع عن جماهير فلسطين هو دفاع عن الحق في الحياة، ورفض للقتل والجرائم والبربرية، وهو لا يعرف حدودًا. إن جماهير فلسطين وأطفال فلسطين أناسٌ جوعى ومشردون بعد عشرين شهرًا من المجازر، يتطلعون إلى دعم الشعوب المتمدنة، بما فيها أنتم — أحرار العالم. إن الدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة الحكومة الإسرائيلية الفاشية هو دفاع عن العدالة والمساواة والإنسانية، وهو نفس النضال الذي خضتموه لسنوات ضد الجمهورية الإسلامية من أجل الحرية. فلا ينبغي لراية النظام الإيراني الزائفة وحكومات العالم العربي الرجعية، ولا لاستغلالهم لمأساة الفلسطينيين، أن تؤثر على دفاعنا الأصيل عن هذا الشعب. علينا كشف أيدي هؤلاء المجرمين عبر دعمنا الكامل للفلسطينيين كحلفاء حقيقيين لهم.  

إن الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) يناشدكم — يا أحرار إيران، يا عمالًا ونساءً وشبابًا متمدنين ومحبين للإنسانية — للوقوف مع الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية. إننا نناشد كل النشطاء وقادة الحركات العمالية، ومناضلي حقوق المرأة، وشخصيات الحركة التحررية في إيران، لدعم هذا النضال. ساهموا بأي شكلٍ ممكن في الحركة العالمية المدافعة عن فلسطين، وكونوا جنودًا في هذا الجيش المليوني ضد الفاشية والوحشية والجرائم.  

حزب الحكمتي (الخط الرسمي)                                                                                                                
١ يونيو ٢٠٢٥                                                                                                                         


النسخة الفارسية