إن مجتمع إيران، وخلال الأربعة سنوات المنصرمة، من شتاء 2017 إلى اليوم، وبالأخص من بداية صيف هذا العام، وعلى صعيد البلد ككل وبصورة متواصلة، يقترب أكثر وأكثر وتدريجياً من الخلاص من الجمهورية الإسلامية عبر اقتدار المجتمع وقوته المتنامية! ودفع مسار الخلاص من الجمهورية الإسلامية خلال السنوات الاربعة المنصرمة، عبر الاحتجاجات العمالية واحتجاجات الجماهير بصورة مباشرة بالجمهورية الإسلامية إلى حافة السقوط والإطاحة بها.

إنها احتجاجات ونضالات جماهيرية لا على "جناح ما" للنظام أو "شخص ما" أو "مؤسسة ما" للجمهورية الإسلامية، بل على النظام برمته ومجمل الهيئة الحاكمة بكل أدوات ممارسة سلطتها. حلّت كل يوم الميدان بصورة أقوى وأوسع وأكثر تطلعاً! احتجاجات ضيّقت الأجواء امام كل القوى العالمية والإقليمية التخريبية والمعادية للجماهير ومساعيها في أن يكون لها مكاناً في الأزمات السياسية لإيران. وفي المطاف الأخير، قَصّرَ تدخل الطبقة العاملة والجماهير التحررية أيادي القوى والتيارات التي تتعقب في المنطقة مصالحها المرائية تحت مسميات مشاريع "تحرير" إيران خلال العقدين المنصرمين بالضد من مستقبل "حر ومرفه وآمن". إنها احتجاجات وضعت حد لتطاول هذه القوى والتيارات في التحولات الراهنة ومسار خلاص جماهير إيران من 42 عاماً من حكم وسلطة الجمهورية الإسلامية في ايران!

في هذا الصراع المصيري والحاسم من أجل مستقبل "مرفه، حر وآمن"، وعلى النقيض من الثورة السابقة وتجربة الإطاحة بالسلطة السابقة، عبّرَتْ الجماهير وأعلنت بوضوح مطالبها وتطلعاتها من غد ما بعد الجمهورية الإسلامية! "رفاه، حرية وأمان" و"إدارة مجالسية" هي مطاليب يتم الاعلان عنها ورفعها، بأشكال مختلفة، وفي أصعدة مختلفة، في أية مجابهة لمعسكر الجماهير التحررية ضد معسكر الرجعية في السلطة.  تحولت هذه المطاليب اليوم، عملياً وفعليا، الى ضمير واعي لمجتمع إيران من اجل إرساء غدٍ خالٍ من الفقر، الحرمان، انعدام المساواة والقمع.

إن مطاليب الحرية، الرفاه، المساواة، الأمان والإدارة المجالسية التي غدت أكثر شفافة وأكثر وضوحاً، يوماً بعد آخر، تحولت الى راية تضامن عام على صعيد كل إيران. إنها ثمرة تقدم الحركة العمالية والحركات الاحتجاجية العميقة التي، وعلى الرغم من فرض أبشع أشكال القمع والحرمان، لم تخلي ميدان الصراع من أجل تحقيق المطاليب الإنسانية للمجتمع، حتى وليوم واحد! إنها حركات ليست عفوية ولا غير منظمة ولا بدون قيادة!

إن هذا التقدم ثمرة إرساء مراكز، شبكات نضالية، اجتماعات عامة، مجالس وتنظيمات أرساها أكثر الشخصيات والمنخرطين والمنظمين للاحتجاجات والإضرابات الجارية طليعية. إذ أرسيت تدريجياً خلال الاربعة اعوام المنصرمة. وعلى الرغم من المئات والمئات من الضغوطات وأشكال المنع والحضر، فرضت وجودها عمليا على السلطة!

إن هذه الحقيقة هي ضمانة التقدم الجاري لحد الان لصراع الجماهير مع السلطة الجاثمة على صدورهم! إلى الحد الذي أصبح فيه اليوم مطلب المجالس والإدارة المجالسية، بوصفها الشكل الوحيد لممارسة الإرادة الجماهيرية والديمقراطية للجماهير، مطلباً ملموساً، ويمكن تحقيقه والوثوق به!

وبفضل التدخل الجماعي، شبه الجماعي والتنظيم والقيادة الجماعية عبر الاجتماعات العمالية العامة وإرشادات طيف من الممثلين والشخصيات المعروفة وطليعيي المجتمع، وممارسة ارادة الجماهير في المجالس، تجري وترسى اليوم في حمية الصراع!

 يمكن إرساء المجالس الجماهيرية، لا الى عشية ما بعد الجمهورية الاسلامية، بل بوصفها تنظيم نضالي قائم، ويمكن تطبيقه واستخدامه. إن تدخل وضمانة وتأمين مشاركة جميع الجماهير في الدفع بأوجه النضال هو أمر قائم، وحاجة وواقع قائم لا يمكن إنكاره!

إن الإدارة المجالسية للمجتمع اليوم هي الضامن الوحيد للتدخل العام والديمقراطي للجماهير. فبالإضافة الى كونها "لا للجمهورية الاسلامية"، فإنها "نعم" واضحة وبوعي للجماهير الثورية بإمكانية إرساء بناء ديمقراطي وجماهيري.

وعبر الإقرار بهذه الحقائق، وبهدف تأمين انتصار الجماهير التحررية على الجمهورية الاسلامية وإلحاق الهزيمة التامة بها، وعبر الاستناد الى البديل المتجذر بنضالات جماهير إيران من أجل نيل الحرية، الرفاه، الأمان، يعد الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) "المؤتمر العام للمجالس الجماهيرية" البديل الجماهيري الوحيد والضامن الوحيد لتدخل مجمل جماهير ايران في تحديد مصيرها، اليوم وفي عشية ما بعد الجمهورية الإسلامية في ايران.

في أوضاع الضعف التام للحكومة، انهيارها، الثورة، الاطاحة بها و.... يعلن "المؤتمر العام لمجالس الجماهير" فوراً ودون اي تأخير نفسه بوصفه بديل السلطة الناهضة من المجتمع وبوصفه الحكومة البديلة. وينتزع إدارة المجتمع كممثل عن جماهير ايران، الجماهير المنظمة في مجالس الجماهير!

ومتى ما توفرت الإمكانية، يقوم "المؤتمر العام لمجالس الجماهير" فوراً ودون ابطاء، بوصفه حكومة قانونية، أي حكومة هدفها الرد على حاجات الجماهير التي اطاحت بالجمهورية الاسلامية من اجل هذه الحاجات، بأجراء الخطوات الفورية ادناه:

۱- إعلان نفسه بوصفه السلطة الحاكمة، بوصفه الحكومة الرسمية والقانونية في ايران الى حين  الانعقاد الرسمي والعلني لـ"المؤتمر المؤسس للحكومة المقبلة"!

۲- تأمين قدرة الدفاع عن المجالس الجماهيرية نفسها بوجه مؤامرات الرجعية المهزومة وسائر القوى الرجعية والمعادية للجماهير والدفاع عن ارساء الإرادة المباشرة للجماهير الثورية!

۳- إعلان الحريات السياسية غير المقيّدة وغير المشروطة، حرية نشاط الأحزاب والقوى السياسية، بغض النظر عن آرائها وأفكارها، في مجالس الجماهير من أجل عرض برامجها السياسية، الاجتماعية والاقتصادية ونيل تأييد المجالس لهذه البرامج!

۴- المساعدة في البناء والإقرار الفوري بمجالس اماكن العمل والمعيشة، للعمال، للموظفين و... على صعيد ايران ككل، في غضون ۶ أشهر كحد أعلى!

۵- إلغاء مجمل القوانين التي تميّز البشر على اساس الجنس، الدين والقومية! تأمين حرية الدين واللادين والمساواة التامة بين المواطنين!

۶- تامين معيشة، صحة، سلامة، سكن وأمان مجمل الجماهير على صعيد كل إيران، عبر الاستناد الى المصادر الاقتصادية، الاجتماعية، النظامية الموجودة في المجتمع عبر إشراف المجالس على الإنتاج والتوزيع!

۷- إبلاغ المؤسسات الدولية ودول العالم بالسلطة المؤقتة لـ"المؤتمر العام لمجالس الجماهير" في ايران.

۸- إلغاء مجمل القرارات الاستعبادية السياسية، الاقتصادية، النظامية، وإعلان السلام مع جميع البلدان المجاورة، الحكومات والجماهير في البلدان المختلفة!

۹- إعلان منع وحضر الدبلوماسية السرية والإيقاف التام لمجمل أشكال المساعدات والدعم المالي والتسليحي للحكومات والقوى السياسية والنظامية في المنطقة والعالم!

۱۰- الانعقاد الرسمي والعلني لأول "مؤتمر مؤسس للحكومة المقبلة" عبر مشاركة الممثلين المنتخبين للمجالس في عموم إيران، من أجل تدوين دستور البلد وتشكيل مؤسسات سلطة الجماهير خلال 6 اشهر من الاقتدار!

وبوصفه حزباً شيوعياً يناضل من اجل الثورة العمالية، يعتبر الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) الطريق الوحيد للمشاركة والتدخل في السلطة السياسية هو عبر المشاركة في اقتدار الهيئات الجماهيرية، الهيئات الديمقراطية لمجالس الجماهير، وسيسعى الى تقريب البديل الراديكالي والقائم الوحيد في مجتمع ايران، اي "المؤتمر العام لمجالس الجماهير"، من السلطة!

 

الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)

۳ اب ۲۰۲۱