لكاسترو بصمة مهمة كبيرة على مرحلة تاريخه! (مقابلة برتو مع كورش مدرسي) اذاعة برتو: لقد اطلعتم على استقالة كاسترو واعلانه لعدم بقائه في اي منصب حكومي. وان هذا الامر كان كافياً حتى تتحدث الكتلة الغربية، وعلى راسها امريكا، التي حبكت المؤامرات لمايقارب خمسة عقود من اجل ازاحة كاسترو، تحدثت عن الاخير بوصفه اسطورة، بوصفه بطل امريكا اللاتينية، بوصفه استبدادي امريكا اللاتينية، ويتحدثون عن انه لم يسمح لكوبا ان تسير على خطى بقية بلدان امريكا اللاتينية وتكون ديمقراطية و... على اية حال كاسترو كشخصيته الخاصة في النشاط السياسي، بوصفه رجل دولة، بوصفه كمبتكر لتقليد سياسي مع جيفارا والاخرين، اي تقليد العمل الفدائي والمسلح في امريكا اللاتينية، من اي زاوية يعد كاسترو شخصاً مهما او غير مهم بالنسبة لك؟ من اي زاوية تراه شخصية مهمة بحيث يمكن الحديث عنها والنقاش حولها؟ ماذا تعتقد هل التقليد السياسي لكاسترو او المنظومة الحكومية ام بوصفه شخص قائد للنضال في امريكا اللاتينية؟ كورش مدرسي: كان كاسترو مهما و كوبا مهمة. ولكن ينبغي فهم اهميتهما بدقة اكبر، حيث ان هناك جزيرة صغيرة في زاوية من زوايا العالم، فكوبا جزيرة صغيرة جدا يقع قسم منها بيد امريكا، في هذه الجزيرة الصغيرة اندلعت ثورة اصبحت مبعث نقاش لمدة نصف قرن في العالم. كوبا حد فاصل ومعلم الاقرار بالتمايز والفصل مابين اليسار واليمين في العالم. اي ان معارضة كوبا يعني دلالة اليمينية والتشدد، حيث ان رئيس الجمهوريين في امريكا والامريكيين في دولة اسرائيل و.... هم جميعا اناس عرفوا انفسهم بالتضاد مع كوبا، وصف اخر من المدافعين لايعلم احد لماذا ان كل شخص دافع عن كوبا هو على حق؟ لماذا حدث هذا لجزيرة صغيرة؟ بيد ان كوبا تحولت الى محمل اصطفاف في العالم، وينبغي ان نسال انفسنا لماذا؟ الحرب الباردة احد عوامل هذا، ولكن في المطاف الاخير ليس الحرب الباردة وحدها، اذ يمكن تقييم كوبا بوصفها دولة وحكومة ومقارنتها بجميع الدول والحكومات الاخرى. اي فرضاً يمكن مقارنتها بالجمهورية الاسلامية، بجميع بلدان امريكا اللاتينية التي يتحدثون عنها بتمتعها بمايسمى بالديمقراطية، او بحكومة امريكا نفسها، ومقارنتها مع مجمل الحكومات العادية للعالم وترى اين تقف هذه الحكومة. لدولة كوبا ديمقراطية ام لا، بيد انها دولة تتمتع باعلى درجات الخدمات الاجتماعية والدوائية في العالم. ليست امريكا كذلك، ليس لشعب امريكا لحد الان هذه الخدمات الدوائية. اذا لم يكن لديك المال ستصبح عديم الحيلة، لاتنال العلاجات الدوائية، ليست مصر وايران وسوريا كذلك (اي مثل كوبا)، القسم الاغلب من العالم ليس مثل كويا، ليست الصين وروسيا والهند مثل كوبا. اذا قارنتها باي بلد في العالم هي حكومة اتت للسلطة جلبت لجماهير ذلك البلد الخدمات الدوائيية والصحية على اعلى المستويات. مستوى التعليم كذلك، ان لم يكن مستوى التربية والتعليم في كوبا هو قسم من اكثر بلدان العالم رقياً، فهو من اعلى الدرجات في العالم. ان عدد الاطباء الذين درسوا هناك، عدد الطلاب الذين درسوا هناك، مستوى التعلم والدرجة الدنيا لغير المتعلمين هي افضل من امريكا كذلك. ان درجة المتعلمين في كوبا هي اعلى من الهند وايران ومصر واسرائيل، قد تكون هناك بلدان مثل السويد اعلى منها، ولكن ليس هناك بلد فرض عليه حصار اقتصادي لمدة خمسين عاما مثل كوبا. فرضوا الحصار الاقتصادي على العراق، وهو القرار الذي يعدوه لايران ويريدون فرض حصار اقتصادي عليها، بيد ان كوبا فرضوا عليها 50 عام من الحصار وتراجعوا عملياً شيئا فشيئا عنه. لم تفرض امريكا حصارها الاقتصادي على كوبا فحسب، بل قامت مباشرة بحملة عسكرية عليها (احداث خليج الخنازير). خلال 50 عام، قاموا حسب قولهم بـ600-700 محاولة اغتيال لفيدل كاسترو. بارساء مثل هذه الحكومة، في الحقيقة اذا كان المقياس هو المقارنة مع باقي الحكومات الراسمالية، فبرايي ان لجماهير كوبا او الجماهير الشريفة في العالم دين كبير لفيدل كاسترو، بوصفه شخص، وبغض النظر عن اخطائه، ونواقصه الماهوية التي هي نواقص حركته والتي ساشير لها في القسم اللاحق. ولكن كوبا بوصفها حكومة ما، يقولون ان الجماهير في كوبا تهرب منها. نعم ان الناس يهربون من كوبا، ولكن لايعرضون المقابلات مع الفارين حين يجدوهم على سواحل كوبا، او لايعرضوا ذلك الجزء من المقابلة الذي يتحدث عن سبب هروبهم، اذ يقولون ان هناك حصار علينا، جياع، لايتحدثون عن اننا لانحبذ نظامنا، لايتحدثون عن اننا لانحبذ حكومتنا، هربوا جراء الجوع. مثل مجمل بلدان العالم، ما ان يفرض عليهم حصار اقتصادي حتى يهربوا. ما اود قوله هو انه تحت ضغط وسائل الاعلام والصحافة التابعة والذليلة والخانعة اليمينية، وتحت ضغط عسكري، وتحت ضغط اقتصادي، بينت كوبا انه رغم كل ذلك اذا ارادت الجماهير ان تقوم بعمل ما، فان اشياء كثيرة تاتي من اياديها. في الواقع، وعلى النقيض من التصور الشائع، ان مَعْلَمْ كوبا هو انه على الرغم من مجمل هذه الضغوطات التي لا تتحمل الجمهورية الاسلامية او مصر او اي بلد اخر عُشرها، بينت عن مكاسب عالية جدا، وان مجمل هذه المكاسب ناجمة عن التاثير الذي استلهموه من مايسمى امل وهدف اشتراكي، فقط التاثير الذي استلهموه. في الحقيقة، وحسب قول منصور حكمت، هب نسيم اشتراكي على كوبا، والقى بعطره على حركتها وخلق كل ذلك الاحساس بالمساواة والرفاه والتساع القلب لكل المجتمع، المساواة بمعناها الشائع موجودة في عالم البرجوازية. كاسترو شخصية مثل الشخصيات الكبيرة الاخرى مثل نلسون ماندلا، ماندلا في هذا الصف كذلك، ولكن برايي كاسترو اكثر اهمية بشكل كبير، لكاسترو بصمة اكبر كثيرا على مرحلة تاريخه. بوسعه ان يرفع راسه ويقول مقارنة بالبقية، لست اسوأ من البقية وان مجمل الدعايات التي يقوموا بها هي كذب محض، وان مجمل الدعايات التي يطلقوها بخصوص كوبا هي جزء من ما يسمى المساعي المناهضة للانسان، المناهضة للعامل، المناهضة للشيوعية والمناهضة للتحررية والتي شنتها وتشنها البرجوازية العالمية عليها. اذاعة برتو: انكم على اطلاع ان المنظمات العالمية والمنظمات الامريكية نفسها تقر بالمستوى العالي للخدمات الدوائية، الرفاه، الخدمات الاجتماعية، التعليم، الشهادات الدراسية، الثقافة العالية في كوبا، وان فيدل كاسترو نفسه هو من بين اؤلئك الذين نالوا جائزة منظمات الخدمات الدوائية في العالم، وان المنظمات خارج كوبا نفسها، منظمات تجري التحقيقات على هذه القضايا تقول ان اقل نسبة وفيات للاطفال هي في كوبا، ويمكن عدها بمصاف البلدان المرفهة في العالم، يقولون ليس هناك امية في كوبا، معدل الشهادات في المجتمع هي "الدبلوم"، تصدر كوبا سنويا عشرة الاف طبيب واخصائي عالي المستوى الى البلدان المختلفة وتساعدهم، وان الدواء الذي يصعب في البلدان الاخرى على الناس المتوسطي الحال الحصول عليه لغلائه بالنسبة لهم، هو مجاني في كوبا. بالاضافة الى ذلك التعليم مجاني في كل المستويات، وان هذه اشياء تقر بها المنظمات وبعضها يسارية وبلدان امريكا واوربا نفسها، ان المأخذ على كاسترو وحكومته هو ان لاحرية لاحزاب سياسية اخرى. كورش مدرسي: سؤالي هو اين هي موجودة حرية الاحزاب السياسية هذه؟ في اي مكان في امريكا اللاتينية موجودة؟ مثلا في شيلي الندي؟ في مجمل بلدان امريكا اللاتينية التي كانت تعيش لسنوات قليلة خلت تحت حكم الانقلابات العسكرية، اين موجودة؟ اعتقد ان الحرية بالشكل والحد الذي انشده غير موجودة في كوبا، برايي هناك ماخذ اكثر اهمية على كوبا. ولكن يرتكز الامر على مالذي تضعه كاساس مقارنتك، ايران، بريطانيا، السويد ... نعم تستطيع ان تؤسس عدة احزاب في السويد، ولكن في المطاف الاخير ليس بوسعك القيام باي عمل، الحكومة بيد عدة، تذهب الحكومة من هذه اليد لتلك، بيد اكثر الناس يمينية ويحكمون، هل اصاب الجماهير حظاً كبيرا بتولي ماركريت تاتشر الحكومة؟ ام حققت حظوظا كبيرة بتولي توني بلير للحكومة؟ هل حققت جماهير امريكا حظاً عظيماً اذ تمكنت من انتخاب بوش؟ ان كل هذه المنظومة مزيفة. ان مجمل الديمقراطية البرلمانية هي مزيفة، حتى في البلدان التي يتم العمل بها بالمعنى الشائع وليس مثل ايران التي لاتتمتع حتى بديمقراطية زائفة من الاساس. نعم احزاب سياسية مختلفة، ولكن بشرط ان الوصول السلطة هو ان تمتلك مليارات المليارات، وان الاموال هي بيد الراسماليين. هل تعرف ان في ايران هناك مجلس صيانة النظام تقسم الناس، اي شخص بوسعه المشاركة في الانتخابات واي شخص ليس بوسعه ذلك، هناك ايضا مجلس صيانة ايضا موجود في السويد وامريكا وفرنسا وبريطانيا وفي جميع البلدان، وان مجلس الصيانة عبارة عن اجتماع اصحاب البنوك. اذ يُحرم عدد ما حين لاتقدم البنوك لهم المال. اتستطيع في امريكا حيث ينبغي عليك ان تصرف عدة ملايين من الدولارات على الانتخابات، كي يعرفوك، وكي يسمعوا صوتك؟ حق الانتخابات يعني حق الشركات، اي اي من الشركات بوسعها ان تبله عدد اكبر من الناس لصالح مرشحها؟ ان هذه هي الديمقراطية، ان هذه هي مكانتها الواقعية، وانا اعتقد ايضا ان على كوبا ان تتحلى بالحرية اكثر من هذه البلدان. المسالة ليست مسالة الحرية فقط، بل صلة العمل والراسمال. تتمثل القضية بان كوبا، وعلى الرغم من كل هذه، وهو الامر الذي اشير اليه لاحقاٌ، هناك عامل وتعمل الحكومة بوصفها راسمالي، وبالتالي فان مايسود هناك هو نظام مالي مثل بقية انحاء العالم. لم يكن النظام الحاكم نظاماً اشتراكياً قط، وان كان من المقرر ان ننتقد النظام الراسمالي، عندها ليس بوسع اكثر اليمينيين ان ياتوا من ذلك البلد الذي فيه الراسمالية باسوأ اشكالها ان يطلبوا ذلك الشكل من الراسمال الحاكم في كوبا. فيما يخص عدد الاحزاب، بوسعك ان تؤسس حزب في امريكا، ولكن ليس لديك ادنى فرصة طالما لم تدعمك مايكروسوفت، اذا لم تدعمك شركة انتل وجنرال موتورز، اذا لم تضخ هذه الشركات المليارات تلو المليارات في حسابك المصرفي، ليس بوسعك ان تصبح رئيس قصبتكم او محلتكم، ناهيك عن الترشيح لرئاسة الجمهورية! حسناً ان هذا هو ايضاً مجلس صيانة النظام. ايهما احسن مجلس صيانة النظام بالاموال ام مجلس صيانة النظام بالعمامة واللحى؟ كلاهما تافهين برايي. ينبغي انهاء تطاولهما كلاهما على حياة الناس. ولكن، بنظري، كوبا بوصفها دولة تعمل وتحكم في اطار النظام الراسمالي، ليست اقل من يمينيي العالم الراسمالي، بل ان قامتها اعلى منهم جميعاً وان شخص كاسترو برايي، بوصفه شخص، شخص له فضل كبير بهذا الخصوص، وانسان جدير بالاحترام، شخصاً لا اتفق مع مكتبه الفكري وسياسته بصورة تامة، ولا احس بقرب مع مكتبه او سياسته اوحركته، ولكن حين انظر للموضوع من زاوية المصالح الانسانية، من زاوية الرفاه الانساني، اعتقد ان كوبا احد النماذج التي تبين كم ان لنسيم اشتراكي ان يجري تغييراً على الحياة الواقعية للناس. بالنسبة لدول بيدها اموال اكثر بعشرات الالاف المرات من كوبا، بيد ان المتعلمين فيها اقل من كوبا باضعاف واضعاف، ولايتمتع اناسها بالدواء، وان اطباء كوبا ياتون ويذهبون اليمين واليسار يعملون بصورة مجانية او باجور قليلة جدا للناس. ينبغي معرفة قدر احساس الانتماء للناس هذا. اعرف ان هذا ليس رداً، اعلم انها شعبوية ساتحدث عنها لاحقاً ولكن هذه النزعة الانسانية نفسها التي احد درجاتها في حركة كوبا هي ثمينة برايي وتستحق الدفاع عنها بوجه كل النزعة المعادية للانسانية للاقسام الاخرى من البرجوازية. اذاعة برتو: اشرت الى ان حكومة ودولة كوبا وكاسترو ليست حكومة ودولة اشتراكية رغم ان العالم كله يعرفها بوصفها دولة اشتراكية، يوردون اسمها بوصفها دولة شيوعية ويعدون كاسترو شيوعي وتذكر اسمه امريكا بالطبع بوصفه دكتاتور شيوعي، ما هو نقدكم على مايطلقون عليه اشتراكي وحكومة اشتراكية هناك؟ كورش مدرسي: ان هذا موضوع اخر، ساتناول لاحقا التقليد الذي ينتمي اليه كاسترو والتقليد والميل الذي تنتمي اليه الثورة الكوبية. كانت ثورة كوبا، وبصورة واقعية، ثورة معادية للامبريالية، ثورة وطنية، وهم نفسهم في بعض خطاباتهم، وفي اخر خطابات كاسترو التي تقراها لاتجد لها صلة بصلة العمل والراسمال وموضوعة العمل الماجور وموضعة احدهم يستلم اجرا واخر يمنح اجراً، ان يكون من يدفع الاجر هو الدولة او اغيرها ليس موضوعي الان، تجد ان مواضيعه متعلقة بالامبريالية ونفوذ الامبريالية الامريكية في المنطقة ونفوذ الامبريالية الامريكية في امريكا اللاتينية وبالحاق الهزيمة بالامبريالية الامريكية. نعم لقد الحقوا الهزيمة بالامبريالية الامريكية وانهوا تطاول الامبريالية الامريكية على كوبا بحد كبير. ان الكوبيون انفسهم يعيشون في صلات وعلاقات يتمتعوا باوسع الخدمات، ولكنها لاتزال تستند الى عمل العامل لامرء هو صاحب العمل، بعض الاحيان يكون صاحب هذا العمل هو عمل خاص، وبعض الاحيان تكون الدولة هي صاحبة العمل. ليس مهما كم من ضريبة تاخذ منه، ان هذه الصلة هي صلة عمل وراسمال. اذاعة برتو: اتعتقد انها مثل الاتحاد السوفيتي؟ كورش مدرسي: الى حد ما نعم، بمعنى انه نظام اكثر مرونة منه ولكنه الى حد ما يماثله. اقل بيروقراطية، وربما لهاذا السبب جلب لنفسه متعاطفين كثر، لان البيروقراطية فيه كانت اقل من الروس والكتلة الشرقية. بيد ان الحركة التي سيّرها كانت حركة استقلال معادية للامبريالية، حركة شعبوية، شعبوية بالمعنى الدقيق للكلمة، اي ان مصالح الجماهير هي واحدة، ويمكن العيش في ظل راسمالية حسنة. اطلقوا على تلك الراسمالية الحسنة اسم اشتراكية. مثل الاتحاد السوفيتي او مثل القسم الاغلب من اليسار العالمي هي مسالة اخرى. ولكن وبصورة واقعية كوبا لم تكن نظام اشتراكي. الانتاج ليس من اجل الاستهلاك، للربح معنى هناك، كان موجوداً والان اصبح تحت ضغط اكبر. اذا كانت الحرية محدودة، اذا كانت حرية احد محدودة، فان مقتضيات مثل هذه الرابطة تقتضي بالضبط التضييق على الحريات هذه، مثلما ان مقتضيات الانتاج واعادة الانتاج الراسمالي في ايران تقتضي القمع، ان هذا ليس ناجم عن الطابع الاسلامي للنظام، بل من السمة الراسمالية للنظام. الامر على غرار ذلك في كوبا. حين ننظر الى الكاستروية او الموالين لكاسترو او جيفارا والتي اطلقوا عليها الجيفارية او على اية حال اسماء اخرى اشتقت منها لاحقاً، تجد انها لم تكسب نفوذا في الحركة العمالية او الطبقة العاملة. ان عمق نفوذهم في الحركات الشعبية العامة، حركات عامة مناهضة للامبريالية، وهم انفسهم يقولون انها مساعي معادية للامبريالية، وان مناهضة الامبريالية تحوي في طياتها اممية ايضا، فللبرجوازية اممية ايضا. ليس الامر كما لو ان الاممية مقتصرة على الطبقة العاملة. في الحقيقة ان المشكلة تكمن في ان البرجوازية تفهم امميتها، بيد ان الطبقة العاملة ليست مدركة الى امميتها بتلك الدرجة التي ينبغي ان تكون عليها. ثورة كوبا هي تقليد في ذلك التقليد الشعبوي، افضل ما يمكن ان ياتي من داخله، وبعد ذلك ارى من المستبعد ان تتكرر في مكان ما. ترجمة: ف. محمود
|