استمرار جريمة الحرب في الموصل!
" انها القيامة في الموصل، انقذونا"! هذا هو نداء امراة من الموصل نجت امس من اعمال القصف الشديدة للتحالف ضد داعش. شهدت الموصل ومناطقها الرئيسية منذ الامس اعمال قصف واسعة وحرب تدميرية يعجز اي لسان او قلم عن وصفها. حرب لاتعرف البشرية اعداد قتلاها، وعدد البيوت التي تدمرت والجثث التي تركت في الشوارع والمحلات وتحت ركام الابنية. ليس ثمة مراسل مستقل ولا لاي وسيلة اعلام ذات ضمير حق الحضور والتواجد ليصوروا زاوية فقط من الجرائم التي حلت بمئات الالاف من الابرياء والاسرى في الموصل، جرائم ارتكبها داعش والتحالف المناهض لداعش. ان ابعاد الجريمة التي ارتكبت في اليومين المنصرمين كانت واسعة ومفجعة بحد بحيث لم يكن مناص لوسائل الاعلام المحلية في كردستان العراق من تغطيتها. وفقاً لتلك التقارير، تجري منذ ظهيرة امس اعمال قصف واسعة لمحلات رئيسية ومكتظة بالسكان من مدينة الموصل، اعمال راح ضحيتها ولحد الان خسائر انسانية كبيرة من مواطنين ابرياء وعزل. طبقاً لتلك التقارير، فجراء الصواريخ "الذكية" لقوى التحالف، وتحت ثلاثة ابنية فقط من تلك التي تدمرت في محلة "موصل الجديدة"، قتل مابين 200-500 شخص، وهم لازالوا تحت الانقاض. فيما عثر تحت بناية واحدة اخرى فقط، على 140 جئة لاناس عزل. ان صور الهاربين من هذا الجهنم وهي تنادي: "الله، ياعالم، اين انتم، انقذونا"، "لانريد شيء سوى مكان امن"، "هذه قيامة"، ان استغاثة "ياناس، من يعرف هذا الطفل التائه، من يعرف من هم اب وام هذا الطفل"، " اقسم بالله ، كل يفكر في انقاذ نفسه، الام تترك ابنها"، "الله يعلم رايت بام عيني ان اب راى ابنه يقتل امام عينه وتركه وهرب"، صور لاطفال واناس جرحى، عرات، وبملابس ممزقة ومطينة و.، هاربة من الحرب والقتل، صور تهز ضمير وقلب كل انسان. ان هذه فقط زاوية صغيرة من الوحشية المنفلتة والجريمة الكبيرة بحق جماهير الموصل. في هذه الجريمة، تتشارك جميع القوى والحكومات المنخرطة في هذه الحرب، من داعش والحكومة العراقية الى امريكا والتحالف المناهض لداعش. انهم مسؤولين عن هذه الجريمة والتوحش الذي يجري باسم الصراع ضد داعش. ينبغي انهاء عمر داعش بوصفها عصابة مجرمة. هذا لاشك فيه. بيد ان قتل جماهير الموصل وتدمير البيوت على رؤوس اصحابها، وتحويل الموصل الى مقبرة اناس كان من المقرر تحريرهم، هو جريمة لاتغتفر، ينبغي محاكمة القائمين عليها وذلك بجرم جرائم ضد الانسانية. الحزب الشيوعي العمالي-الحكمتي (الخط الرسمي) 24 اذار- مارس 2017
|