تاسيس مجالس الجماهير في اماكن العمل والمعيشة! حوار اذاعة نينا مع اذر مدرسي هيمن خاكي: اصدر الحزب خلال الايام القليلة المنصرمة نداءاً تحت عنوان "مجالس الجماهير في اماكن العمل والمعيشة. في النداء ذاته، طرحت نقاط حول ماذا تعني المجالس، واود ان اتناول جوانب من هذا النداء. اشير في نص النداء الى ان حظوظ قوى اليمين ستكون فقط عبر الاستناد الى الدول الرجعية وعدم التدخل الواعي والمنتظم والمنظم للجماهير في الاطاحة بالجمهورية الاسلامية، كما اشير من جهة اخرى الى ان حظوظنا نحن العمال، النساء والرجال التحررين هو، على العكس من ذلك، في اقتدار وتنظيم الجماهير للاطاحة بها. ان السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف بوسع هذه المجالس ان تلعب دوراً في الدفع بعملية تنظيم الجماهير واقتدارنا من اجل الاطاحة بالجمهورية الاسلامية وبلوغ عالم افضل؟
اذر مدرسي: قبل ان اتناول نداء ومكانة مجالس الجماهير، من الجيد ان نلقي نظرة على الاوضاع السياسية في ايران. اعتقد ان الجميع اليوم، وليس فقط الشيوعيين والجماهير المحتجة وقوى اليسار، بل حتى قوى الجمهورية الاسلامية نفسها، يقر ويتحدث عن ان الاوضاع في ايران بعد هبة ديماه تغيرت وحلت عناصر متفاوتة في الساحة، واهمها امكانية هبات اوسع، اعمق، اكثر راديكالية من هبة ديماه. انها امكانية تثقل على ذهن الجمهورية الاسلامية. الجميع يقر بهذا اليوم. لقد ذكرنا سابقاً ايضاً ان جميع القوى بعد ديماه ستعد نفسها للمرحلة المقبلة. من الجمهورية الاسلامية من اجل قمعها او السيطرة عليها وكبحها عبر احياء افق اجراء تحسين في اطار الجمهورية الاسلامية عبر الاصلاحية التي الحقت بها هبة ديماه ضربة جدية، من القوى اليمينية في المعارضة، من القوميين الايرانيين الى القوميين الاثنيين الاخرين والتيارات الدينية من امثال مجاهدي خلق، تعد جميعها النفس للصراعات والتحديات المقبلة. بالنسبة لنا نحن الشيوعيين والجماهير التحررية التي نزلت الى الميدان في ديماه عليها ان تعد نفسها ايضاً لذلك. بعد "منشور الاطاحة بالنظام، تتمثل الخطوة اللاحقة بتوجيه النداء والسعي لتاسيس مجالس الجماهير من اجل طرح افق، تنظيم، توحيد الجماهير من اجل الاطاحة بالجمهورية الاسلامية وكذلك من اجل الدفاع عن امان وحرية ورفاه المجتمع بوجه هجمات اية قوى اثنية ودينية ويمينية في عشية الاسقاط. لقد تحدث الجميع في ديماه عن ان اهم نقطة ضعف هذه الهبة هي غياب تنظيمها وغياب افق واضح. من جهة، لقد كانت سعتها وراديكاليتها ومناهضتها لمجمل الجمهورية الاسلامية وانعدام التوهم باجنحة النظام هي احد السمات الخاصة والبارزة لديماه، بيد ان غياب التنظيم وغياب افق واضح كانت نقطتا الضعف الجديتين لتلك الهبة. مثلما ذكرت ان جميع القوى السياسية تعد العدة لمليء هذين الفراغين. يسعون لتحويل افقهم للانتصار الى افق هذه الحركة، ويعلنون رايتهم ومنظمتهم على انها ممثلة هذه الحركة وتصويرها لتنظيم الجماهير والاهم دور الجماهير في عملية الاطاحة الى تصور المجتمع. وقف حزبنا بوجه ذلك الافق الذي يتحدث عن استحالة النصر بدون دعم الغرب او احد الدول الرجعية للمنطقة، وذكرنا في "منشور الاطاحة" وجوب التصدي لتدخل القوى الرجعية العالمية والاقليمية، والتصدي لذلك التصوير التي يرى وجوب الامل بتجاوب قسم من الجيش والقوى القمعية مع القوى اليمينية مثل الملكيين ورضا بهلوي، وقلنا ان الاطاحة بالجمهورية الاسلامية يعني حل الجيش، قوى الباسداران ومجمل الاجهزة القمعية للجمهورية الاسلامية. وبوجه التصوير الذي تطرحه التيارات الاثنية والقومية امام المجتمع والمتمثل بان لنضال الجماهير في ايران صبغة قومية ودينية، اعلنا ان هذا النضال والحركة هما من اجل الحرية، السعادة، الرفاه والعدالة الاجتماعية لمجمل الجماهير المحرومة في ايران، بغض النظر عن الصبغات القومية والدينية التي يلصقوها بها. ان منشور الاطاحة هو راية وبديل الشيوعيين والطبقة العاملة بوجه جميع البدائل الرجعية واليمينية سواء في السلطة او في المعارضة على السواء. فيما يخص غياب التنظيم ايضاً، فان جميع القوى المتنوعة تسعى ايضا لان تقول للجماهير كيف ينبغي الاستعداد سواء للنضال القائم او الصراعات المقبلة على السواء. اذا تمعنت سترى ان القوى اليمينية التي تعلن عن نفسها بوصفها الممثل الوحيد للجماهير تؤسس "مجلس الايرانيين"، "حكومة منفى"، "حكومة ظل" وانواع واشكال من الهيئات والمؤسسات التي على اساس انهم ممثلين للجماهير. يمنح احدهم نفسه صفة "رئيس" واخر "شاه" وعلى اساس انهم قادة نضالات الجماهير من اجل الاطاحة بالسلطة وتولي رئاسة الحكومة المقبلة التي من الواضح انها لم تتحدد بعد، بيد ان شاهها ورئيسها معلوماً! وعبر وسائل الاعلام اليمينية في المجتمع، يتم تعميق صورة بانهم قادة وقوى من المقرر ان الجماهير ان تحيل ارادتها ومستقبلها ومصيرها الى رؤساء الجمهورية والشاهات هذه، ومن المقرر ان هذه القوى والشخصيات تتناقل السلطة ويبلغون السلطة عبر التوافقات من فوق او اي سبيل اخر غير التدخل المباشر للجماهير. ان نداءنا لتاسيس المجالس الجماهيرية في اماكن العمل والمعيشة والدراسة هو بديلنا بوجه هذا النوع من "تدخل" و"تنظيم" الجماهير الذي تصيغه القوى اليمينية. تختار الجماهير في مجالسها ممثليها. ممثلون يتم انتخابهم من قبل الجماهير بصورة مباشرة في تجمعات عامة استناداً الى مايقولونه ومايريدونه. ممثلون بينوا في خضم نضالهم اليومي، في اماكن العمل والحياة والدراسة، ومايقولونه سواء في النضال الراهن للجماهير حول الماء، الغلاء، التضخم، الفقر، البطالة واي مشكلة اجتماعية اخرى ام فيما يخص مصير المجتمع فيما يتعلق بالاطاحة بالجمهورية الاسلامية وكيفية القيام و... وعلى هذا الاساس يتم انتخابهم. تتدخل الجماهير في المحلات، العمال في المراكز الانتاجية، المعلمين، العاملين في الصحة و... في اماكن العمل والطلبة في الجامعات بصورة موحدة ليحددوا مصيرهم عبر هذه المجالس، وبالاستناد الى تجمعاتها العامة والاتفاق على مطاليبها الراهنة ومستقبل المجتمع. تتوحد الجماهير وتتنظم وتنظم نضالها عبر هذه المجالس، وفي هذه المجالس تختار الجماهير ممثليها الحقيقيين، ممثلين يوجهوا ويقودوا نضال الجماهير. ان مجمل الدعايات التي تقوم بها القوى اليمينية تتمثل في انها تريد اكثر السبل ديمقراطية وحرية لتدخل الجماهير في تحديد مصيرها. بيد ان السبيل الوحيد الذي تضعه امام الجماهير للتدخل هو انتخاب ممثلي البرلمان او رئيس الجمهورية او الشاه المقبل، وان هذه هو قطع الطريق امام التدخل المباشر للجماهير، الحيلولة دون تنظيم الجماهير لنفسها من اسفل لانتخاب حقيقي، للدفع بالنضال الراهن من اجل الاطاحة بالجمهورية الاسلامية وتحديد النظام المقبل. في العالم الحقيقي والواقعي، ان سياسات القوى اليمينية هي خلع سلاح الجماهير. بمقابل هذا، ان اكثر سبل تدخل الجماهير ديمقراطية ومباشرة سواء في نضالهم الراهن ضد الجمهورية الاسلامية او في عشية الاطاحة بها هي مجالس تستند الى التجمعات او الاجتماعات العامة. مجالس تقرر الجماهير فيها بصورة مباشرة على كيفية الدفع بنضالها الراهن وغدها.
هيمن خاكي: اسمحي لي ان اعود خطوة للوراء واتحدث عن هبة ديماه. على قولك، بعد ديماه، الكل ينتظر. بينت الاوضاع عن ان احتجاجات اوسع ستنطلق، وعلينا ان نكون اكثر استعداداً من قبل للاوضاع الجديدة. قبل ديماه، كانت هناك احتجاجات عمالية عريضة. ما ان شرعت احتجاجات ديماه، ورغم ان هناك احتجاجات عمالية كانت تجري ايضاً، ولكن كان من السهولة رؤية بوضوح ان هناك فصل ما بين احتجاجات الجماهير و الاحتجاجات والاعتصامات في المراكز الانتاجية والمعامل. سؤالي هو هل ان بوسع المجالس التي وجه الحزب ندائها ان تلعب دورا في دمج هذه النضالات وتجعلها حمالة تصل الاطراف المختلفة للمجتمع ببعض في نضالها؟
اذر مدرسي: دون شك، بوسع هذه المجالس ان تقوم بهذا العمل وتلعب هذا الدور. ان نداءنا لتاسيس المجالس الجماهيرية في كل مكان تسكن فيه الجماهير او تعمل او تدرس. وبالتالي، ان هذه المجالس نفسها بوسعها ان تجعل التنظيم الواسع والعريض، تنظيم غير جغرافي او غير مهني بين الفئات المتنوعة للمجتمع والجماهير المحرومة التي نزلت للشوارع في ديماه امراً ممكناً. وفي الحقيقة، عبر هذه المجالس والناشطين الذين يعملون من اجل ردكلة (من راديكالية) وتجذير وتقوية هذا النضال والمجالس، تتوفر الفرصة عبر هذه المجالس للجماهير ان تكون، ومن اسفل، اكثر اتحاداً وتنظيماً ونضالاتها اكثر تنظيما، انسجاماً واتساقاً وهدفاً وتمضي بافق مشترك اكثر بكثير من جماهير بدون تنظيم، وتصورها بان قوة في مكان ما تقودهم، وان جل عملهم هو النزول للشارع وابداء احتجاجهم. براينا، ان المجالس الجماهيرية هذه بوسعها لا ان تؤدي دور رافعة فحسب، بل ان تتحول الى منظمة عريضة وجماهيرية قادرة على توحيد وربط نضالات الجماهير في الاقسام المختلفة للمجتمع من اصغر المدن الى طهران، وتمنحهم افق موحد. بوسع المجالس ان تلعب دوراً مؤثراً في توحيد النضال والحيلولة دون انعزال وانزواء اي نضال. تصوروا ان المجالس المختلفة للجماهير في المحلات المختلفة لطهران وخوزستان، كردستان، اذربيجان، خراسان و...، عندها سترى كيف يتحول نضال جماهير خوزستان ضد انعدام الماء الى نضال عام وفي طهران، كردستان، اذربيحان وخراسان و... يستحيل بدون وجود هذه المجالس في المحلات ومراكز العمل والدراسة الحديث عن نضال عام وشامل للبلد، موحد، قوي وراديكالي سواء للمطاليب الراهنة ام للاطاحة بالجمهورية الاسلامية. انها قوى تتمثل سياستها بانزلوا ياجماهير للشارع، ونضع قيادتكم على عاتقنا. ان قوى تقول للجماهير ان عملكم هو النزول للميدان والاحتجاج على الجمهورية الاسلامية وندفع نحن ببقية عمل الاطاحة اما هم مخادعة، ام متوهمة، غير اجتماعية و عديمة الصلة. من الممكن ان يكون لهذه القوى فرصة الاتفاق من فوق، اتكاءاً على الحكومات الاقليمية الرجعية او العالمية، بيد ان ليس لها فرصة وحظوظ تنظيم نضالات الجماهير وقيادتها. وللدفع بنضال الجماهير، فبالاضافة الى افق واضح، ينبغي تبيان سبيل تنظيم الجماهير من اسفل وتوحيد وتقوية اقتدار الجماهير، وان المجالس الجماهيرية هي مثل هكذا اداة.
هيمن خاكي. ورد في النداء، واشرت كذلك الى ان النواة الاساسية او اساس هذه المجالس هي التجمعات العامة. ان موضوعة التجمعات العامة هي احد السياسات والتقاليد القديمة في حركتنا، وجرى النقاش كرات وكرات على امتداد تاريخ حركتنا بهذا الخصوص. لماذا تتكأ هذه المجالس على التجمعات العامة؟ لماذا ليس مثلاً ممثلي العمال؟ ماهي الامكانات والخصوصيات التي تمنحها التجمعات العامة لهذه المجالس؟ وتحديداً في الوضعية الراهنة التي يمر بها المجتمع؟ اي خصائص تتحلى بها هذه التجمعات العامة كي يكون بوسعها تحسين عمل المجالس؟
اذر مدرسي: ان اهم دور للتجمعات العاملة هو تسهيل امكانية التدخل المباشر والدائم للجماهير في المعمل، المحلة، الجامعة، المستشفى وسائر اماكن العمل. ان الاكتفاء او الاقتصار على ممثلي المعمل او المحلة مثلا بدون توضيح عبر اية الية او عبر اي طريق تم انتخابهم، او ماهي مدة انتخاب هؤلاء الممثلين، او كيف بوسع المنتخبون ان يعزلوا هؤلاء الممثلين، سنواجه خطرين: اولاً، من الممكن ان ينتخب ممثلين في اجتماع ما ليس معروفاً ماهي نسبة مشاركة اناس المحلة، عمال المعمل او الطلبة او المعلمين او الممرضين و... ومن الواضح ان هذه المجموعة المنتخبة مخيرين باتخاذ اي قرار باسم هيئة الممثلين فيما لم تتحدد الية دائمة وثابتة ومستمرة للمراقبة المستمرة للمنتَخَبين بيد المنتخِبين. الية تؤمن التدخل بصوورة مباشرة في عملية اتخاذ القرار وتحدد للمنتخَبين اية توجه ينبغي سلوكه. من هذه الزاوية، نولي مكانة خاصة للاجتماع او التجمع العام. ان الاجتماع العام يوفر امكانية التدخل المباشر للجماهير بابعاد اوسع في نضالهم الراهن، في الصراع حول المستقبل، في وحدة، وفي صياغة افق مشترك وفي اتخاذ القرار. بغير ذلك، تغدو هيئة الممثلين مثل البرلمان، حيث ليس معلوماً كيف وباي اداة بوسع المنتخِبين مراقبة اعمالها وتنبه او تحذر هيئة ممثليهم او توجههم للقيام بعمل ما، وفي المطاف الاخير، انتخاب شخص او هيئة جديدة تمثل مطاليبهم. وعلى هذا الاساس، فان التجمع العام يؤمن ويضمن امكانية التدخل الثابت والدائمي للجماهير في الدفع بنضالهم الراهن حول مطاليبهم و في نضال الغد من اجل الاطاحة بالجمهورية الاسلامية. ومن الطبيعي ان بوسع القوى السياسية في الاجتماعات العامة نفسها ان تلفت انتباه وتنال تعاطف وتاييد الجماهير لسياستها وبديلها ونوع النضال الذي تضعه على جدول الاعمال و مطاليبها. وعبر اقناع الجماهير في هذا الاجتماعات، بوسع القوى السياسية ان تترك تاثيرها على نضال الجماهير وترشده وتقوده. اسمح لي ان اوضح امراً بهذا الخصوص. نحن الشيوعيين دوماً دعاة توفر مثل هذه الامكانية والسبيل للاختيار السياسي للجماهير. وعلى النقيض من القوى اليمينية التي تسعى عبر الدعايا والضجيج الاعلامي وعبر دعم الدول الرجعية والامبريالية ان تطرح صورة انهم الممثلين المنتخبين للجماهير وان كل مايقولوه هو مطلب الجماهير، اكدنا دوماً على النضال السياسي الواضح والشفاف والواقعي ودفع النضال بوجود الجماهير وحضورها. لقد تحدثنا دوماً عن وجوب توفير الفرصة للجماهير كي تنتخب باعين مفتوحة، واعية ومطلعة على سياسة وبديل وسبل نضال اي قوة سياسية. الاجتماع العام هو المكان الذي بوسع القوى السياسية ان تلفت انتباه وتنال دعم الجماهير لبديلها وافقها وسياستها وتترك تاثيرها على نضال الجماهير. ان الخطر الثاني الناجم عن تركيز الانظار صرفاً على الاتكاء على هيئة الممثلين وليس الاجتماع العام هو موضوعة القمع. لدينا تجربة ان انتخاب هيئة الممثلين بدون الاستناد الى الاجتماع العام، وبدون الدعم الموحد والمنظم للجماهير في الاجتماعات العامة، تجعل الهيئة هدف سهل وضعيف امام الجمهورية الاسلامية، اذ بوسعها بسهولة ان تعتقلهم وتودعهم السجون. وهو الامر الذي يضعف من نضال الجماهير ويجعله عرضة لضربة. من هذه الناحية، ان استناد المجالس الجماهيرية على الاجتماعات العامة التي تراقب مثل بؤبؤة العين ممثليها، تضعف امكانية قمع والحاق ضربة بنضال الجماهير. في هبة ديماه، شهدنا بدلاً من الاعتقالات الواسعة للمشاركين، قاموا باعتقال الناشطين الذين لهم دور في هذه الاحتجاجات، وبالتالي، استلت امكانية التدخل والتنظيم والقيادة، مما الحق ضربة باحتجاجات الجماهير. ومن هذه الزاوية ايضاً، تتمتع الاجتماعات العامة بخصوصية عالية.
هيمن خاكي: اشرت في ردودك على نقطة واود ان تناولها بصورة اكبر. لقد تحدثنا في ديماه عن خطر القوى اليمينية وانتزاع قيادتها (اي هبة ديماه) وسعيها الى دفع الاحتجاجات صوب مصالحهم. في نداء الحزب، اشير ايضا الى ان بوسع تاسيس المجالس ان تلعب دورا في تحقيق نصر الجماهير. سؤالي هو ما هو الدور الذي بوسع المجالس ان تلعبه بعد الاطاحة بالجمهورية الاسلامية؟! اذر مدرسي: المجالس الجماهيرية هي اللبنة الاساسية للحكومة الاشتراكية التي ننشدها. حكومة اشتراكية تكون فيها للجماهير حق وامكانية التدخل في السياسة، في مصيرها ومستقبلها، وفي تحديد النظام الحكومي ومجمل القضايا السياسية والاجتماعية للمجتمع. وعليه، فان المجالس الجماهيرية هي للدفع بنضال الجماهير ضد الجمهورية الاسلامية ولتوحيد وتنظيم نضالاتهم. في الوقت ذاته، فان هذه المجالس توفر امكانية التدخل المباشر للجماهير في عملية وكيفية الاطاحة بالجمهورية الاسلامية. كقاعدة، ان هذه المجالس في مرحلة الاطاحة بالجمهورية الاسلامية تؤمن وتضمن قدرة دفاع الجماهير لا عن نفسها امام الجمهورية الاسلامية فحسب، بل امام القوى الاثنية والدينية التي ترفع راسها باسم الكرد، الترك، الفرس، الشيعة، السنة وتريق دماء نضال الجماهير من اجل الحرية والرفاه. وعبر التسليح العام، تؤمن هذه المجالس قدرة دفاع الجماهير نفسها بوجه هذه القوى. ان الجماهير المنظمة في مجالسها وتتمتع بقدرة الدفاع عن نفسها هي فقط من بوسعها الحيلولة دون اراقة دماء في نضالها وثورتها. ان هذا اهم ادوار هذه المجالس في عملية الاطاحة بالجمهورية الاسلامية. بيد ان المجالس الجماهيرية هي اللبنة الاساسية للحكومة الاشتراكية التي نناضل من اجلها. انها مؤسسة تؤمن امكانية التدخل المباشر للجماهير في سياسة ومصير المجتمع. وعلى هذا الاساس، فان تاسيس المجالس الجماهيرية لاتوفر امكانية الدفع بالنضال الراهن فحسب، وليست اداة للانتصار في النضال من اجل اسقاط الجمهورية الاسلامية فحسب، ولكن في عشية الثورة العمالية في ايران، ستكون اساس حكومتهم العمالية.
هيمن خاكي: برنامجنا على وشك الانتهاء. اود ان اتناول اخيرا نقطة اخرى. كشفت لنا احداث ديماه مرة اخرى ان حركات متنوعة تتبلور حول الهوات التي تجري في المجتمع وتسعى لطرح بديل امامها. كقاعدة، هناك داخل الطبقة العاملة والمجتمع كذلك تيارات مختلفة. بوصفنا الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)، طرحنا المجالس الجماهيرية بوصفها احد البدائل المنظمة للجماهير، وسعينا الى فتح خنادق اخرى عبر الاستناد الى هذه المجالس. ولكن، دون شك، انهم ليس الشيوعيون فقط من يشارك في هذه المجالس والاجتماعات العامة. بهذا التوضيح، ماهو دور الشيوعيين ودور الحكمتيين تحديداً في هذه المجالس وماهي مهامهم؟
اذر مدرسي: مثلما ذكرت ان في المجتمع قوى سياسية وحركات سياسية مختلفة، ومن الطبيعي ان كل قوة تسعى لان تطبع نضالات الجماهير بطابعها. بوصفنا الحزب الحكمتي، نسعى لان نطبع هذه النضالات بطابعنا. نسعى لعدم مصادرة واختطاف القوى اليمينية والاثنية والدينية لهذه النضالات. نسعى للحيلولة دون ان تطبع بطابع اثني، ديني والامل باتفاقات هذه القوى من فوق هذه النضالات. ان الصراع بين قوى اليمين واليسار هو صراع جار. وهو صراع يجري على شكل وهيئة صراع احزاب ومنظمات سياسية. صراع القوى اليمينية تحت اسم الدفاع عن "وحدة الاراضي الايرانية" يهددون القوميين الكرد و... المدافعين عن طروحات مثل الفيدرالية القومية، او المجاهدون الذي لازال رئيس جمهوريتهم المختار يضع خرقة على راسه ولكن يطرح شعار فصل الدين عن الدولة، فيما نقول نحن الشيوعيين ان الهوية الحقيقية فقط هي الهوية الطبقية للجماهير، ونحن الذين ننشد توحيد الطبقة العاملة والجماهير المحرومة والنساء والرجال التحررين صوب الرفاه، السعادة، العدالة الاجتماعية في قلب المجالس الجماهيرية، وهذا الامر يتخذ لسان اكثر واقعية، اكثر عصرية وراهنية، اكثر نضالية ويسهل اكثر الاختيار للجماهير. على الرغم من ذلك، ليس هناك ضمانة بان نستطيع نحن الشيوعيون ارشاد وقيادة هذه المجالس. كن على يقين ان ما ان تتشكل هذه المجالس حتى تهرع كل القوى من اليمين الى اليسار لانتزاع قيادتها وترسيخ قدرتها في هذه المجالس. ان نموذج ومثال المجالس في ثورة اكتوبر هي نموذج واضح في هذا الصراع. اذ تمكنت القوى البرجوازية واليمينية قيادة قسم من المجالس العمالية، وبعد صراع جدي للبلاشفة استطاعوا ان ينتزعوا هيمنتهم على هذا القسم. في ما يخص المجالس الجماهيرية يصح هذا الامر كذلك. ليس الامر كما لو ان طالما نحن الشيوعيين بشارة هذه السياسة، طالما نحن منظميها، فكل شيء بايدينا وقيادتها وارشادها هو امر بيدنا تلقائيا، وسيكون حتى اليوم الاخير بيدنا. من هذه الناحية، ان مهمة مجمل الحكمتيين في ايران هو لا ان يكونوا بشير تشكيل هذه المجالس والشروع بتشكيلها اينما كان ذلك ممكناً فحسب، بل ينبغي ان يكونوا مستعدين دوما لهذا الصراع مع التيارات اليمينية التي تسعى الى تحويل هذه المجالس الى مجالس اثنية ودينية او تحويلها الى مؤسسة فارغة المحتوى تتطلع الى من هم فوق وتامل بـ"مؤسسات قيادية" ورئيس جمهورية وملك لكي ينقذهم. ان مهمة الشيوعيين هي التدخل الفعال والجدي في النضالات الراهنة للجماهير وتاسيس المجالس في قلب هذه النضالات والنقاشات والصراعات الجارية بين الجماهير حول البدائل. في قلب مثل هذا النضال والصراع، لنا نحن الشيوعيين حظوظ كبيرة بان تختارنا الجماهير وذلك لاننا ممثلين حقيقيين للجماهير نحو الحرية، السعادة، الرفاه، العدالة الاجتماعية وغد افضل. من هذه الناحية، ينبغي ان نغتنم فرصة هذا الصراع ونشارك باكثر الاشكال وحدة وتنظيما، ونلعب دورنا، بوصفنا حزب سياسي جدي، في طرح افق وفي تنظيم الجماهير في هذه المجالس. ترجمة: ف. محمود تمت الترجمة عن النص الفارسي المنشور في جريدة كومونيست (الشيوعي) الشهرية، العدد 231 والصادر في اب 2018.
|