"ربيع عربي ثان" بداية نهاية شرق اوسط اثني وديني هب نسيم "ربيع عربي ثان" في هذه الايام على بيروت وبغداد والبصرة، وبعث بهواء جديد و اضرم شعلة امل بالحياة والسعادة لاعلى الشرق الاوسط، بل على صعيد العالم كله؛ نسيم يمضي لغلق صفحة سلطة عقود من الماسي والمصائب في الشرق الاوسط. في هذه الايام، تزلزلت الشوارع في بغداد والبصرة تحت خطى الشبيبة النساء والرجال الذين حلّوا في الميدان من اجل الرفاه، السعادة والحرية. بثت الاضرابات العامة في العراق، السلسلة الانسانية في لبنان، الملامح المصّرة للشباب ضد الفقر، البطالة، والاستبداد والميادين الحماسية التي القت بظلالها على حركتهما املاً في شرق اوسط كالح وغارق في الحروب، بثت الرعب في افئدة قوى الرجعية الدينية والاثنية. ان نسيم الامل بالتغيير بايديها وقدرتها، جعل من طيف العزم بتغيير اساسي وسعي الجماهير للاتحاد والتوافق القلبي، بمعزل عن الهويات الكاذبة والمتخلفة، يجول في سماء الشرق الاوسط. ان العراق ولبنان اليوم هما طليعة شروع ربيع عربي ثان دون شك. ليس الربيع العربي حركة مليونية لجماهير ضد الفقر، المصائب وانعدام الامان في كلا البلدين، ليس ضد البرجوازية الحاكمة في كلا البلدين، وليس ضد الاحزاب والقوى القومية والدينية المافوق الرجعية التي الصقت عنوة لاكثر من عقدين اللطخات القومية والدينية على حياة الجماهير، بل انه ضد مشروع قومنة وتطييف الشرق الاوسط من قبل الرجعية العالمية وحلفائها في المنطقة. ان الربيع العربي الثاني هو بداية نهاية مشروع شرق اوسط اثني وديني. انه صراع من اجل الرفاه والحرية في العراق ولبنان، جلب ملايين الناس الموحدين والمتضامنين ضد مجمل السلطة والاحزاب الاثنية والدينية والعشائرية في كلا البلدين. لقد كشف الصراع وبسرعة خطل وبطلان التقسيمات والتصنيفات الاثنية والدينية الكاذبة. اذ بينت صور الفتيات والنساء غير المحجبات، موجة الناس دعاة التمدن الناشدين لحياة مرفهة وحرة وانسانية، سخف، تهافت، كذب والطابع المخادع لادعاءات الدول الاقليمية الرجعية، ووسائل اعلامها العنصرية والقوى الاثنية والدينية والرجعية العالمية باضفاء طابع "ديني"، "تقليدي"، "اسلامي" و"عربي" لكلا البلدين واشاعتها في العالم. مثلما تبين ايضاً ان العراق ولبنان، مثل مصر وايران، وعلى النقيض من اللوحة الكاذبة للقوى الرجعية ليست مكان امن للقوى الدينية والاثنية المتخلفة! تبين ايضاً ان الشرق الاوسط حر، لاقومي ولاديني، مكان انسان حر! لايمكن للصراع من اجل الحرية، المساواة والامان وضد مجمل مصائب الراسمالية في الشرق الاوسط وليس بالوسع فصله عن الاسلام السياسي. صراع يقوم به في الشرق الاوسط اليوم المحكومون، عبيد ضحايا الفقر والبطالة والتحجر الاثني والديني، صراع وضع هدفا له بصورة مباشرة، بالاضافة الى الحكومات الرجعية لبلادنها، الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصفها اهم اركان الاسلام السياسي. ان الهجمة على مكاتب الحشد الشعبي وانزال علم الجمهورية الاسلامية والهجمة على قنصلياتها في العراق، مجابهة وتصدي جماهير لبنان لحزب الله وامل في لبنان وهجمة الطبقة العاملة، النساء والرجال التحررين على حركة الاسلام السياسي واحد ممثليه الاساسيين، اي الجمهورية الاسلامية، هي حلقة لتقدم الربيع العربي الثاني. حلقة تربط الحركة من اجل الحرية والامان والرفاه في العراق ولبنان بالنضال الجاري للجماهير والطبقة العاملة في ايران من اجل المطاليب ذاتها. ان الربيع العربي الثاني، بموازاة الاحتجاج المليوني للجماهير في ايران ضد الفقر، وجنب الى جنب الحركة الراديكالية والاشتراكية للطبقة العاملة في ايران، يمضي لا لتغيير ملامح الشرق والاوسط والمنطقة، وانما ملامح العالم. عاشت الحرية والمساواة الحزب الشيوعي العمالي-الحكمتي (الخط الرسمي) 29 اكتوبر 2019
|