"خطر كوريا النووية" حجة لشرق اوسطنة الشرق الاقصى مع اقرار قرار تصعيد الحصار الاقتصادي على كوريا الشمالية في مجلس الامن وتصويت روسيا والصين على هذا القرار، تصاعدت اجواء الحرب بين امريكا وكوريا الشمالية، ويقرع كلا الطرفان طبول الحرب. ان خطر "كوريا النووية" هو مثل خطر "ايران الذرية" والعراق "المدجج باسلحة الدمار والقتل الشامل" هو حجة ورافعة لحل المعضلات الاكثر اساسية وبنيوية للبرجوازية العالمية. ان "خطر كوريا النووية" هذه المرة هو رافعة لحل صراع ومجابهة امريكا للصين وحربهما الاقتصادية عبر خلق هوة او فاصلة اقتصادية ونظامية بين الصين وكوريا الشمالية. ان اكتشاف "خطر هجوم وحملة كوريا الشمالية على امريكا" و"ضرورة الدفاع عن امريكا نفسها" وكشف "خطر كوريا النووية" للعالم، ومن قبل امريكا التي لديها اكبر ترسانة نووية في العالم وتمثل اكبر تهديد للبشرية، هو جزء من الدعاية الحربية لحسم هذا الصراع. اذ من المقرر مرة اخرى ان يحل الصراع بين القوى الامبريالية عبر الحصار الاقتصادي لكوريا الشمالية والحرب الاقتصادية على جماهير هذا البلد، والحرب في الشرق الاقصى ان اقتضت الضرورة على حساب محو حياة ملايين البشر وشرق اوسطنة المنطقة. بعد سفك دماء الشرق الاوسط وتحويله الى ميدان للحرب والقتل الجماعي للجماهير العزلاء، وبادعائات "توسيع الديمقراطية"، و"نزع الاسلحة النوووية للديكتاتوريات" وبعد اشاعة وتنظيم الجماعات الاثنية والدينية الكالحة وتدمير حياة الملايين من الابرياء، الدور اليوم على الشرق الاقصى. لا صراع ترامب مع كوريا الشمالية ولا قرار مجلس الامن ولا الاستفزازات النظامية لكلا الطرفين لها صلة بتجريد العالم من الاسلحة النووية. ليس ثمة درجة من "جنون" او "ديكتاتورية" "كيم جونغ اون" مبرراً لعربدات ترامب، ولهذه البلطجة والاستهتار والتهديد "بحرب لم يرها العالم من قبل" والغطرسة العسكرية لامريكا. لقد شهدت البشرية المتمدنة خلال عقدين حروب، اعمال قتل جماعية، تدمير التمدن وسحق حياة ملايين الناس في العراق، افغانستان، سوريا، ليبيا، الصومال و...، شهدت تنامي العصابات المختلقة والمصطنعة من امثال القاعدة، الشباب المسلم، داعش، النصر، الحشد الشعبي و... ابادة جماعية لجماهير عزل وابرياء بحجة "توسيع الديمقراطية"، "النضال ضد اسلحة الدمار الشامل"، "التصدي للديكتاتوريين"، "التدخل الانساني" و... . شهدنا عشرين عاماً من تحويل الشرق الاوسط الى ميدان لحسم صراعات القوى العالمية من اجل اعادة تقسيم القوة والسلطة وصياغة اقطاب جديدة. صراع انتهى بحروب بالوكالة وبثمن اراقة الدماء في الشرق الاوسط والابادة الجماعية لملايين الابرياء. ينبغي التصدي لهذه الجريمة. ينبغي ان لانسمح هذه المرة ان يتحول الشرق الاقصى والجماهير البريئة لهذه المنطقة ان يكونوا ثمناً للغطرسة الامريكية وصراعات البرجوازية العالمية. ينبغي التصدي لخطر تحويل الشرق الاقصى الى شرق اوسط جديد وتحويل كوريا الشمالية لعراق اخر بحجة "الخطر النووي". ينبغي حشد الطبقة العاملة والبشرية المتمدنة في الغرب ضد الدعايات الحربية واعمال الاستفزاز والغطرسة العسكرية لامريكا وفي ظل سكوت وتعاون الصين، روسيا والدول الغربية، ودفعها للميدان. الحزب الشيوعي العمالي الحكمتي (الخط الرسمي) 9 اب 2017
|