بيان مشترك لثلاث احزاب شيوعية عمالية في ايران والعراق بصدد:
صراع امريكا مع ايران، الاخطار المحلية والاقليمية!
دخل صراع امريكا مع ايران مرحلة جديدة. فاليوم ومع وضع اسم قوات الباسدار في قائمة "المنظات الارهابية الاجنبية" وانتهاء مهلة الست اشهر لشراء ثمان دول للنفط من ايران وعدم تمديدها، دخل تنفيذ الحصار الاقتصادي على ايران مرحلة جديدة. اذ اعلنت الهيئة الحاكمة الامريكية ان الحصار على نفط ايران سيكون شاملاً بحيث سيهبط تصدير النفط الايراني الى الصفر. وابلغت جميع الدول والمؤسسات والبنوك بانه "اذا تعاملتم مع قوات الباسدار الايرانية، يعني تكونوا قد ساعدتم راسمال الارهاب". وعلى هذا الاساس، سيتخذ، و من الثاني من ايار، الحصار الاقتصادي على ايران ابعادا اوسع واشمل. ان حجة امريكا لاتخاذ هذه الخطوات هو وجود الجمهورية الاسلامية بوصفها عامل عدم استقرار وخطر على امان الشرق الاوسط، وينبغي عليها اصلاح سلوكها. وردا على حصار حكومة ترامب وتهديداتها، اعلنت الجمهورية الاسلامية "انها تعتبر الولايات المتحدة الامريكية دولة داعمة للارهاب وان القيادة المركزية لامريكا في منطقة غرب اسيا (المسماة بسنتكام) ومجمل القوى التابعة لها، ارهابية". ومع تصاعد اعمال الحصار وتهديدات الحكومة الامريكية ورد فعل الجمهورية الاسلامية تجاهها، واستفزازات اسرائيل والسعودية وسعيهما الى تصعيد هذه الصراعات، واتساع الدعايات والاجواء الحربية، والقيام بمناورات عسكرية للطرفين، دفع ليس جماهير ايران فحسب، بل مجمل المنطقة في اتون قلق وخوف عميقين. بغض النظر عن الماهية الرجعية للجمهورية الاسلامية، فان عملية امساك الخناق والحصار وتهديدات امريكا تحت اي حجة كانت هو عمل قسري ومتعجرف ومدان. ان حكومة ترامب، واتساقاً مع ممارسة الحكومات السابقة للولايات المتحدة، والمتمثلة بتأمين مصالحها في الصراع مابين الاقطاب الامبريالية الاساسية ومنافسيها العالميين، وعبر صياغة "محور شر" وتحت مسميات الدفاع عن "امان" العالم، وظهورها على هيئة زعيم وشرطي العالم، انما هي عامل اساسي في شيوع انعدام الامن والحرب والاجواء الحربية، واتساع الخوف والعنجهية ولي الاذرع في مجمل الشرق الاوسط والعالم. ان ادعاء الحكومة الامريكية حول "الدفاع عن امان" الشرق الاوسط و"التصدي للارهاب" والدفاع عن حقوق الانسان هو امر يبعث على السخرية لابعد الحدود. انها الدولة التي لم ترتكب ابشع اعمال القتل الجماعية والجرائم من هيروشيما وناكازاكي الى افغانستان، العراق، سوريا، ليبيا وعشرات البلدان الاخرى، من امريكا اللاتينية الى افريقيا فحسب، بل انها تمثل اكبر دولة اشاعت الارهاب الدولي، وهي منظمة لاشكال وانواع كثيرة من التيارات الاجرامية من اسلامية وقومية الى العصابات النظامية. رغم ان ممثلي الهيئة الامريكية الحاكمة اعلنوا رسميا ان لا تغيير النظام ولا شن الحرب على ايران هما على جدول اعمالهم، ولكن مع فرض الحصار والمقاطعة الاقتصادية الواسعة، شرعت رسماً وعلناً بشن حرب مدمرة ضد جماهير ايران، حرب القت باعباء ثقيلة على كاهل الطبقة العاملة والجماهير المحرومة للمجتمع. ان الطبقة العاملة والجماهير المحرومة في ايران هما اول ضحايا هذه الحرب الاقتصادية. سيوفر لحصار الاقتصادي افضل فرصة وامكانية لتملص الجمهورية الاسلامية من الرد على مطاليب الرفاهية لعشرات الملايين من العمال والجماهير المحرومة والمحتجة في ايران تحت حجة الحصار. في الوقت ذاته، ان تصعيد امريكا للاجواء الحربية، اعطى حكومة ايران حجة وذريعة لتفتح الابواب على مصراعيها لدخول اعداد من العصابات الاثنية والطائفية الشيعية، شبه النظامية المسلحة الموالية لها في المنطقة الى ايران. وصولاً الى فتح الابواب امام الحشد الشعبي، حزب الله اللبناني، فاطميون، زينبيون، وعصابات الباسدار الى المناطق المنكوبة بالفيضانات وجنوب ايران بحجة "مساعدة" المنكوبين، انما تهدف بالاساس الى اخضاع الطبقة العاملة وفرض التراجع على نضالاتها ونضال الجماهير التحررية في ايران من اجل الاطاحة بالجمهورية الاسلامية، ولقمع الجماهير المحتجة. لن يترك هذا الصراع اوزاره على ايران فحسب، بل سيشمل حياة وامان جماهير كل المنطقة، ومن ضمنها العراق كذلك. اذ تركت، وارتباطاً بهذه الصراعات وضغوطات امريكا على "الحكام" في العراق من اجل الدفع باوامر الهيئة الحاكمة في امريكا وتنفيذ حصارها، تاثيرها على اجواء المجتمع في العراق. وتحت تاثير تصاعد اجواء الحرب الاقتصادية، وتحت مختلف الرايات الرجعية، باسم السنة والشيعة، العرب والتركمان، تصاعدت اجواء العداء ما بين الطبقة العاملة والجماهير المحرومة في العراق، من اجل فرض التراجع على نضالاتهم من اجل الرفاه، الامان، والعدالة الاجتماعية. لقد شهدنا، مع تصاعد الصراعات واملاءات حكومة ترامب وردود فعل الجمهورية الاسلامية تنامي الصراعات بين الجماعات العسكرية والجماعات المسلحة التابعة لكلا القطبين ، في لبنان، سورية، اليمن، العراق وكردستان العراق. اذ بموازاة العنجهية الامريكية، سعت الجمهورية الاسلامية الى تحريك قوى حزب الله، الحشد الشعبي ومجمل القوى الحكومة المسلحة وشبه العسكرية الموالية لها في المنطقة. انها تحركات تهدد حياة جماهير هذه البلدان بمخاطر جدية. ان حكومة امريكا والجمهورية الاسلامية وحلفائها الاقليميين والعالميين هم جميعا اعداء لاي شكل من اشكال المساواة والعدالة في العالم. ان صفاءهم وعدائهم، حربهم ومفاوضاتهم وسلم هذه الحكومات وحلفائها في المنطقة تقف بالضد وعلى النقيض من الطبقة العاملة والجماهير المحرومة في الشرق الاوسط. تتخندق اليوم الطبقة العاملة في ايران وكافة الفئات المضطهدة والمستغلة، في خندق النساء والشباب التحررين الذين يناضلون من اجل الرفاه، الحرية وتامين حقوقهم الانسانية الاولية، وهي تخطو خطوات مهمة للامام بوجه السلطة القائمة، وهي تقارع النظام في ايران بابعاد اجتماعية واسعة. ان انفلات امريكا وعنجهيتها، وتحت اي اسم وحجة كانت، لن يكون بالضد من القوى المحتجة والمعترضة فحسب، بل تقف بالضد وبمواجهة الطبقة العاملة في المنطقة كلها، وهي تقدم اكبر دعم وعون للجمهورية الاسلامية والرجعية في المنطقة. بدون شك، ان نداء الجماهير ومطالبها جنب الى جنب عشرات الملايين من العمال والجماهير التحررية في مجمل الشرق الاوسط هو الاحتجاج على اعمال القسر التي تقوم بها حكومة ترامب والسعي من اجل لجمها. بالاضافة الى هذا، انها مهمة الجماهير التحررية في المجتمعات الغربية والعالم ان تلجم تلاعب الهيئة الحاكمة في امريكا بمصير الملايين في الشرق الاوسط وتّدخلها وعسكرة هذه المنطقة من العالم او تلك عبر الترسانة الامريكية الضخمة. ان وجود الجمهورية الاسلامية في الشرق الاوسط، في العراق وكردستان العراق، ووجود العصابات المسلحة التابعة لايران تقف وبشكل مباشر بالضد من الطبقة العاملة والجماهير المحرومة في هذه البلدان. ان الجمهورية الاسلامية اليوم في العراق وفي قسم كبير من كردستان العراق هي احد اركان الحكم ومساهمة في فرض الفقر، الجوع، انعدام الامان والحرب هناك. ان مطلب الطبقة العاملة والجماهير التحررية للمنطقة هو الخروج الفوري لقوى الجمهورية الاسلامية من سوريا، العراق، اليمن، لبنان، انهاء تطاول الجماعات الاثنية والطائفية في المنطقة، وكذلك اخراج امريكا لقواها المسلحة المدججة بالامكانات البشرية والتسليحية الهائلة وانهاء تدخل كل الدول الرجعية من امريكا وروسيا وبريطانيا الى اسرائيل والسعودية وتركيا من حياة جماهير المنطقة لقد بلغ صدى الصوت التحرري العمالي في ايران الجميع. وتستلهم الطبقة العاملة في العراق والمنطقة دون شك من هذا التحرك، تامل منه وتتطلع اليه، وجنباً الى جنب طبقتها الشقيقة، تسعى في صف واحد من اجل الحرية والمساواة وانهاء العبودية. ان الاطاحة الثورية بالجمهورية الاسلامية في ايران بقيادة طبقة عاملة موحدة ومنظمة وحزب شيوعي لهذه الطبقة، سيكون دون شك تحولاً عميقاً لا على صعيد الشرق الاوسط، بل العالم كله. ان هذا التحول هو مبعث امل لبدء تحركات ثورية تضع حداً للارهاب والجرائم والعبودية والوحشية في العراق، كردستان العراق والشرق الاوسط. ان مجابهة الحرب والحصار والقسر امر ممكن عبر تقدم الطبقة العاملة وصياغة ثورتها الاشتراكية. بوسع الطبقة العاملة في ايران ان تكون مستهل هذا المسار لا في المنطقة فحسب، بل العالم. ان اول تاثير لتحول من هذا القبيل هو دون شك تهميش الارهاب والتيارات المظلمة، الاثنية والطائفية في المنطقة، وبوسع هذا التحول ان يكون بداية لمرحلة من التحولات الثورية لانهاء عمر الرجعية الحاكمة والحكومات المستبدة والاجرامية في الشرق الاوسط على ايدي الطبقة العاملة والجماهير التحررية في المنطقة. اننا، الاحزاب الشيوعية العمالية في العراق وايران، بوصفنا ممثلين وناطقين باسم القسم المنظم من الشيوعيين في كلا البلدين وفي عموم الشرق الاوسط، نقف جنبا الى جنب مساعي العمال وجميع التحررين من اجل ارساء هذه الامال. ندعو كافة المنظمات، الشخصيات والمؤسسات، التيارات التحررية والداعية للمساواة، كل الشيوعيين، دعاة الطبقة العاملة والمحرومين في ايران والعراق وكل بلدان المنطقة والعالم ان تتدخل بكل ما اوتيت من قوة وباي شكل كان ضد الحرب الاقتصادية المدمرة ومخاطرها، وان يكونوا جنباً الى جنب مع الطبقة العاملة والجماهير التحررية في ايران والعراق والمنطقة في مسيرة واحدة. ليس للطبقة العاملة في هذه البلدان وفي مجمل الشرق الاوسط سوى طبقتها والجماهير المتمدنة في عموم العالم. ان عالم خال من الحكومات الرجعية في ايران والعراق ومجمل بلدان هذه المنطقة، عالم خال من التيارات الاجرامية والعصابات المسلحة وغير المسلحة، بدون امثال ترامب يسودوا العالم سيكون عالماً اكثر انسانية، اقل مشقة، واكثر تحرراً ومساواة!
الحزب الشيوعي العمالي الايراني-الحكمتي (الخط الرسمي) الحزب الشيوعي العمالي العراقي الحزب الشيوعي العمالي في كردستان العراق ۱ ايار ۲۰۱۹
|